Header Ads

ريال مدريد.. التحول من جلب النجوم إلى اكتشاف المواهب

من الممكن أن يتغير المدرب، أو قد يرحل أفضل لاعبي الفريق، وربما تعصف الانتخابات برئيس النادي، ورغم تتابع الأعوام وتغير ظروف اللعبة وظهور بطولات جديدة واختفاء أخرى، يبقى شيء واحد في كرة القدم لا يتعدل بسهولة ألا وهو "هوية الفريق".

بين فريق اعتاد الاعتماد على لاعبي الأكاديمية، وآخر قرر ضخ الأموال في سوق الانتقالات دون رقيب، وغيره رأي أهمية البحث عن مواهب صغيرة السن في الدوريات الأوربية، تشكلت هوية وفلسفة فرق أوروبا، ولكن أتت الأعوام الأخيرة لتظهر تغيرًا واضحًا في هوية هذه الفرق بصورة ملحوظة.

في سلسلة تقارير نستعرض أبرز الفرق التي بدأت في تغيير جلدها واتجهت لطريق جديد ربما يساهم في تحقيق البطولات مستقبلًا أو قد يضر بالنادي.

ريال مدريد

في 1943، تولى سانتياجو برنابيو رئاسة ريال مدريد، وقرر إعادة بناء الفريق بعد الحرب الأهلية الإسبانية ليتجه إلى سوق الانتقالات معتمدًا على التعاقد مع أفضل اللاعبين المتاحين وقتها، ليخطف ألفريد دي ستيفانو من برشلونة، ويوقع مع أفضل لاعب في إسبانيا آنذاك فرانشيسكو خينتو، كما تعاقد مع الفرنسي ريموند كوبا وغيرهم من اللاعبين المتميزين الذين جلبوا 6 بطولات دوري أبطال أوروبا.

وتعد فترة الخمسينيات هي الانطلاقة الحقيقة للنادي الملكي بعد سيطرته على البطولات محليًا وعالميًا معتمدًا على اللاعبين النجوم.

الألفية الجديدة

لم تكن فكرة التعاقد مع أفضل اللاعبين في فترة الخمسينيات فقط، بل نشطت كثيرًا خلال تاريخ الملكي، ولكن أبرز فتراتهم كانت مع فلورنتينو بيريز الذي تعاقد مع لويس فيجو من الغريم برشلونة وزين الدين زيدان، والبرازيلي رونالدو، وديفيد بيكهام بالإضافة إلى الهولندي فان نيستلروي والإنجليزي مايكل أوين.

ورغم أن النادي الملكي عانى في الفترة من 2003 حتى 2010، خاصة في دوري أبطال أوروبا بتكرار الخروج من دور الـ 16، إلا أنّه ظل محافظًا على سياسة التعاقد وبالتحديد جلب الصفقات التسويقية.

كما اعترف بيريز في تصريحات ذكرتها صحيفة "جارديان" البريطانية أنّ التعاقد مع بيكهام كان لأسباب تسويقية بحتة، إلى جانب أن فيسنتي ديل بوسكي، مدرب الملكي الأسبق، ذكر من قبل أن بيريز طلب منه التخلي عن فرناندو مورينتس لأنه لا يحصل على عوائد مالية كافية من ورائه.

إعادة البناء

عندما حاول ريال مدريد إعادة بناء الفريق بعد التخبط الكبير قرر التعامل بالطريقة ذاتها وجلب الأسماء الرنانة، بداية من التعاقد مع المدرب المخضرم البرتغالي جوزيه مورينيو مرورًا بمواطنه كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا وحتى المواهب التي تألقت في كأس العالم 2010 مثل مسعود أوزيل.

ورغم أن الفريق عاد تدريجيًا للمنافسات وصار متواجدًا بصورة دائمة في نصف نهائي دوري الأبطال، إلا أن الجمهور لم يكن راضيًا بما يكفي حتى حصد ريال مدريد دوري الأبطال مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي في 2014 بعد انتهاج السياسة ذاتها والتعاقد مع جاريث بيل من توتنهام، ثم تكرار الأمر بعد اللقب وضم جيمس رودريجيز وتوني كروس.

تأثير زيدان

حينما تولى زيدان المسؤولية في 2016، قرر تغيير السياسة التي سار عليها الملكي طويلًا، وبدأ بالاهتمام بالأكاديمية والبحث عن المواهب الشابة، فطلب من بيريز زيادة ميزانية أكاديمية البلانكوس (كاستيا) من 50 مليون سنويًا إلى 100 مليون.

وفي الصيف الجاري، ضم الملكي 5 لاعبين شباب وهم داني سيبايوس وخيسوس فاييخو وثيو هيرنانديز وماركوس ليورنتي وفينسوس جونيور، بجانب وجود ناتشو وكاسيميرو وكارفاخال ولوكاس فاسكيز من أكاديمية الفريق ووجود المواهب الشابة مثل ماركو أسينسيو وإيسكو.

ريال مدريد بدأ في تغيير جلده خلال العامين الماضيين، وحقق أرقامًا قياسية بهذه الطريقة، فهل يستفيد الملكي أكثر مما يخسر بعد اتباع سياسة بناء الأكاديمية والبحث عن المواهب؟

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.