Header Ads

ما بعد القمة

عاد فريق الهلال إلى قمة الدوري، التي توارى عنها خمس سنوات متتالية، كانت بالنسبة لعشاقه أشبه بالصدمة، واختلفت الآراء حول أسباب الغياب عن البطولة المحببة للهلاليين، التي وصلوا فيها إلى رقم "١٤" ضعف ما حققه أقرب المنافسين في مشوار النفس الطويل.

•• العودة إلى القمة لم تكن من عنق الزجاجة، أو بالكاد كما يقول الساسة الكرويون، والصحيح أن الموج الأزرق عبر من البوابة الواسعة.. هزم جميع المنافسين، ولم يتلق خلال مشوار نصف الثاني أي خسارة، وهو المهم في مسيرة حصد النقاط، على اعتبار أن القسم الأخير هو الحصاد الحقيقي.

•• كانت أبرز القرارات التي تجير لرئيس النادي الأمير نواف بن سعد، الاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي، وهو ما أحدث الفارق، بل إن من يحاول الاصطياد في الماء العكر للتشكيك في إنجازات الهلال، لاذ في زاوية بعيدة، وأصبح يفتش في ملفات أخرى على أمل لعل وعسى أن يجد ما يخدش تميز الزعيم الملكي.

•• ثمة جانب آخر، أصبحت العناصر هي التي تفقد الفريق روحه وحماسه؛ لأن هناك أدوات أخرى تكفلت بصنع الفارق؛ فالمثلث "الفرج العابد سالم"، مفاصل كانت تتحكم بمؤشر الفريق في السابق، أما في الموسم الجاري، أصبحت هامشية، بل إنها أبعدت عن جل المواجهات ولم يتبق من ذكرياتهم سوى الكرات المقطوعة من الفرج، وابتسامات سالم عند إضاعته الفرص السهلة في منطقة الصندوق، ونرجسية العابد.

•• عادت روح الهلال بالمعيوف والبريك والشهراني وهوساوي والفنان عطيف والمحارب الزوري، وتفاعل معها إدواردو وميلسي والخربين؛ فأصبح هلال يضرب بكل جسارة، وحطم الأرقام بإقدام الشجعان.

•• الهلال ألغى أهمية شلة المزاج، ومن لا يكترث وسط الميدان، أو من يحرج الفريق قبل المباريات بالغياب أو الحضور بحالة لا يقبلها الذوق الرياضي، عاد الهلال الحقيقي رغم غياب الفرج والعابد وسالم أكثر من عشر مواجهات وسبقهم شراحيلي الذي سلخ من الأجندة الزرقاء؛ فكان للمحركات الجديدة التأثير الأكبر بعودة الزعيم لعرينه.

•• بقي أن نقول إن داء الهلال كشفه الرئيس، والذي يتمثل بالصافرة الأجنبية، ووجود البديل الكفء، فضلاً عن العناصر القادرة على تحمل المسؤولية، وتتفاعل وسط الميدان بكل قوة، ومتى ما دعمت تلك المعطيات بجلب رأس حربة نهاز وصانع ألعاب وقلب دفاع بجانب هوساوي، سيكون هلالاً لا يشق له غبار، وتحديداً في المشوار الآسيوي الذي يحتاج إلى خلطة مختلفة عن الرحلة المحلية، التي انتهت بمهمة العودة للقمة، وتبقى الحفاظ عليها. 


••نقاط حرة
الأهداف الخمسة التي سجلها الهلال في مرمى النصر، ثلاثة منها خارج منطقة الصندوق، واثنان بالرأس، وهنا يكمن أهمية وجود صاحب القدم القوية لفك الحصون التي يلعب بها الخصوم.

حارس النصر وليد عبد الله لم يكن مجبوراً على التحدي قبل مواجهة الهلال؛ لأن الصورة التي قدمها لا تترجم قدرته على تفعيل ذلك.
الثلاثي الكبار الأهلي والنصر والاتحاد تلقوا رباعيات في هذا الموسم، غير أن خماسية الفصل الأخير كانت الأقسى.

طبيعي أن تزاحم الجماهير الهلالية نظيرها النصر إذا كان الحضور الأزرق "٥٩" ألف والطرف الآخر مشجعون معدودون.

لا يلام عشاق النصر في غيابهم عن مواجهة الديربي إذا كان الرئيس والهداف والقائد ابتعدوا عن الحدث قبل بدايته.

روح لاعبي الهلال المتوقدة في النزال الأخير أشعلتها الجماهير، وهذا تأكيد لأهمية وجودهم إذا كانوا ينشدون تواصل الإنجازات.

لجنة الحكام أسماء تدور حول نفسها في المناصب؛ ولهذا لن تتبد التوجهات التي تسير عليها منذ أربعة عقود.

مهاجم النصر السابق محيسن الجمعان لم يكن مقبولاً منه التحدث عن ابنه عبد العزيز الذي يلعب في صفوف أولمبي الهلال بتلك الطريقة، عندما أكد أنه نصراوي الميول، وكان من المفترض أن يكون الكابتن محيسن لبقاً في مثل تلك الظروف.

وجود نخبة من النجوم وسط الميدان يعزز عمل مدير الكرة، وهذا ما يبرئ ساحة "المفرج" الذي عاش مرحلتين متباينتين من التوهج والاختفاء.

تتويج الهلال كان مكتملاً وينقصه وجه السعد ربان السفينة الزرقاء.


آخر الكلام..
أقرب من السعيد تسعد

نقلا من صحيفة الرياضية

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.